بقلم / ضحى المفتي
يحتاج اي عمل او وظيفة في اية منظومة او مؤسسة الى أناس مهنيين ومتخصصين للادارة تلك المنظومة او للعمل بها وهذا يحتاج الى مهارة خاصة لادراك طبيعة العمل وكيفية ايصال الرسالة الموجهة للمستقبل اي كان , ولاتأتي تلك المهارة الا بوجود الخبرة والتخصص والدراية والالمام الكافي لتقديم الافضل . وهذا ينطبق على العمل الاعلامي الذي بات فيه الطارئين على المهنة اكثر عددا من المهنيين والمتخصصين وهذا نتيجة حتمية للفوضى التي نعيشها وفتح الابواب لكل من هب ودب للولوج الى عالم الاعلام وتحت عناوين ومسميات ماانزل الله بها من سلطان دون ضوابط ا و وجود تشريعات رادعة توضع حدا لهذا الاسفاف والاستهتار الذي شوه المهنة واساء اليها .
وبعد عام 2003 ازداد عدد المؤسسات الاعلامية والصحفية بشكل ملفت للنظر بسبب دخول افواج من الطارئين على مهنة الاعلام حتى اصبح مهنة لكل من لا مهنة له مما انعكس سلبا على مضمون وطبيعة الرسالة الموجهة عبر الوسائل الاعلامية المختلفة ,وتسبب وجود اولئك المتمحكين الطارئين بالكثير من الاحراج لدى المهنيين والمتخصصين ومزاحمتهم في مواقع عملهم ومنافستهم على حقوقهم وامتيازاتهم والطامة الكبرى هي تشويه الصورة الجميلة والهادفة للاعلام عبر الخروقات التي يمارسونها بعيدا عن اخلاقيات المهنة لان اغلب القائمين على المؤسسات الاعلامية غير الرصينة والتي تفاقمت اعدادها بطريقة عشوائية بدأوا بأستقطاب الفتيات للعمل في مؤسساتهم دون شرط للدراسة والتخصص والكفاءة والاكتفاء بالشكل الخارجي والمظهر بما يحمله من عناصر الفتنة والاغراء والابتذال للاستفادة منهم في تمشية امور مؤسساتهم وتوطيد علاقاتهم مع الاشخاص والجهات التي تدعمهم و تلبي مصالحهم .
وأخذ هذا الامر يستفحل ويأخذ مدى اوسع بالانتشار رغم المناداة به والتعريف بمضاره من قبل المتخصصين والمهنيين من الاكاديميين والكتاب والباحثين الذين تناولوه عبر مختلف وسائل الاعلام وصفحات التواصل الاجتماعي وعبر البحوث والحوارات والندوات والمؤتمرات التي تطرقت لهذا الموضوع وخرجت بحقيقة متفق عليها هي ان الدخلاء على المهنة يسعون لتشويه سمعة الاعلام العراقي .
وكخطوة جيدة نحو تشذيب الطفيليين بادرت نقابة الصحفيين بتشكيل لجنة هدفها التأكد ميدانيا من حجم الملاكات الصحفية الحقيقية العاملة للحد من التجاوزات التي اخترقت الحدود المهنية وادت الى تنامي اعداد الصحفيين الوهميين بشكل ملفت للنظر .
ونأمل ان نلمس نتاج عمل اللجنة المكلفة من قبل نقابة الصحفيين لتحجيم تلك الظاهرة المؤلمة ومحاولة وضع الشخص المناسب في المكان المناسب واعطاء كل ذي حق حقه عبر اعتماد كوادر مؤهلة للعمل والتصدي لهؤلاء الطارئين وابعادهم عن الساحة الاعلامية مع وضع ضوابط ومعايير مهنية واعتماد رادع قانوني لتطبيقه على المخالف مهما كان وضعه او شهرته او نشاطه  ليعود اعلامنا الى بريقه وقوته.

ار اس اس