بقلم : مهدي الدراجي

من أين نأتي بعدالة علي بن ابي طالب والرسول، لأجعلها منهاج ولتحق الحق وتفرض العدل والمساواة، لبلد اصبح به الإسلام مجرد شعارات ولقلقة لسان، لا أحد يترجمه على أرض الواقع متخذين منه كحصان طروادة لتحقيق غاياتهم ورغباتهم، غير ابهين بمصلحة المواطن (المگـرود) الذي أصبح عند الساسة والسياسيين مواطن كومبارس يشغل دورا ثانويا ﻻيعرف إلا وقت الإنتخابات، يقول أحمد الوائلي " وجدت في أوربا إسلاما ﻻ مسلمين " ترجموا الإسلام بافعالهم وليس اقوالهم كما يحدث في بلدنا المغلوب على امره، في أوربا الكل يخضع للقانون مهما كانت مكانته الإجتماعية، ﻻ احد يقف من تحقيق العدالة بل نراهم متعاونون لتحقيقها، في بريطانيا اوقف احد حراس الأمن رئيس وزرائه البريطاني كاميرون وطلب رؤية أوراقه، وكلنا يعلم مدى اﻻمان التي تتمتع به بريطانيا، لكن الغريب بالأمر أن رئيس وزراء بريطانيا أثنى على حارس الأمن لأنه ( قام بواجبه )، خصوصاً أن هذه الحادثة سبقتها حادثة اخرى لكاميرون في المطعم مفادها أن نادلة المطعم وبخت بغضب رئيس وزراء بريطانيا بسبب تجاوزه طابور الإنتظار ليطلب فنجان قهوة ، مبينتا له إنها منشغلة بشخص اخر وعليه الإنتظار في الطابور عشرة دقائق حتى يحين دوره، واضطر للإنتظار !! ، أما في العراق نجد مصائب من العيار الثقيل، طلب حارس أمن تفتيش حماية أعضاء لجنة (عقوق الإنسان)، عفواً لجنة حقوق الإنسان ( أرجوا المعذرة عقوق الإنسان خطأ مطبعي لأن في الحقيقية والوقع حادثة إعتداء حماية وزير عقوق ... عفواً حقوق الإنسان على شرطي المرور كشفت الوزارة على حقيقتها، وﻻتمت للإنسانية باي صلة بالإضافة إلى إنشقاق حرف الحاء من هذه الكلمة ﻻنه يتشرف بتواجده بتسمية لاتترجم أفعالها على أرض الواقع) المهم (نرجع السالفتنه) طلب حارس امن بتفتيش حماية لجنة ماتسمى حقوق الإنسان، وهذا من حقه خصوصاً نحن بلد يعاني من الوضع الأمني المزري ، لكن نتفاجئ بان وزارة العدل قامت بتصريح " سنحاسب رجل اﻻمن " ( شنهي بويه ) " سنحاسب رجل اﻻمن الذي طلب بتفتيش احد حماية لجنة حقوق الإنسان !!!! هذا يطرح الف سؤال وسؤال ، ويتبين أن الوزارة تحاسب من يفتيش رجالات الدولة او حمايتهم الذي يقمدون على الزيارة، لكن ياوزارة العدل إذا كانت بريطانيا تتمتع بأمن ومن حق رجل اﻻمن بتفتيش رئيس وزرائه ، اليس من حق رجل اﻻمن العراقي بتفتيش من يزور الوزارة ؟! وبدل المعاقبة اليس من المنصف تكرموه بسبب الموقف البطولي ، الذي اعتبر من قبلكم إساءة لمشاعر لجنة (عقوق الإنسان) قصدي حقوق الإنسان !! اليس عنصر الأمن إنسان ومارس حقه الطبيعي ؟! لكن اﻻمر المضحك المبكي أن أعضاء اللجنة انسحبوا من الجلسة اﻻمر الذي دفع وزير العدل الإتصال برئيس اللجنة ليعتذر مؤكداً له "ان الشرطي سيعاقب وبالفعل تمت معاقبته" ، موضحاً له أثناء الإتصال "بأن الوزير وجه ان يكون هناك احترام خاص للنواب وخصوصاً لجنة حقوق الإنسان" !! (إحترام خاص) ، يتحدثون عن الإنسانية وﻻيترجموها بأفعالهم !! . ياوزارة ولكم أسوة في رئيس وزراء بريطانيا ... هذا ياعدل التحجون عنه .. ولكم صدكونا تمرمرنا .. وبمصايبكم إحنا تبهذلنا .. بسكم عاد .. ولكم كافي .. مو رجعتونا الفترة تواتي .. اني من اكتب تطلع آهاتي .. ومن اكتب ابجي وتكثر صفناتي .. رحم الله الشاعر العراقي عندما قال " الكل يخضع للتفتيش " ؛ عن اي تفتيش نتحدث والإحترام اصبح درجات وزارة العدل وجهة أن يكون هناك إحترام ( خاص ) للنواب ، أما المواطن العراقي ﻻيشمل بهذا الإحترام خصوصاً أنه مواطن أولاً ورجل امن ثانياً عوقب بسبب مطالبته احدى الحمايات بالترجل لتفتيشه ، ومهزلتااااه !!، المواطن يخضع للتفليش ، والنائب يخضع للتنعيش !! . الشيء بالشيء يذكر قبل سنتين التقيت بمصور صحفي ، وتحدثنا عن الصورة وكيفية توظيفها ، قال بالحرف الواحد أحد اﻻشخاص طلب منا العمل في مجال التصوير الصحافي ، لكننا رفضنا وبينا له ( إنت كاميرا ماتعرف تلزم تريد تصير مصور صحفي عندنا ) ، لكن بعد الحاح من قبل هذا الشخص ، توصلنا إلى قرار باختباره في مجال التصوير ، وكلف من قبلنا بإعداد تقرير مصور عن وزارة (العدل) ، ذهب الشخص وأعد التقرير المصور وعاد إلى المؤسسة التي كلفته ، وإذا بالجميع حاضرون لرؤية المشاهد التي صورها ، واول لقطة كانت صورة عامة لمبنى وزارة العدل لكنها مائلة !! ، فضحك المصورين باستهزاء وقال له احد الحاضرين ( لك شنو هاي اكو واحد يصور وزارة العدل بشكل اعوج ) ، رد قائلاً " هو شنو العدل بالعراق حتى اجيب الكم صورة عدلة " ، بعد هذا الجواب المقنع تم تعيينه بوقتها وبدون تأخير .

ار اس اس