بقلم / دريد ثامر

جميع العراقيين أصابهم بلاء الكهرباء من خلال تلك المشاكسات التي يقوم بها أصحاب المولدات بين الحين الاخر مع المشتركين معهم لتصبح ظاهرة فرضت على حياة المواطنين وصاروا يتحكمون باعصابهم عند الحصول على الطاقة الكهربائية منهم في ظل إختفاء الكهرباء الوطنية عن واقعهم اليومي من دون معرفة أسباب ذلك ، فلم يبخلوا على المشتركين بتعاملات غير طيبة مع تهديدهم بصورة مستمرة لكل من يعترض عليهم وعلى تصرفاتهم من ناحية التشغيل والاطفاء بالطلب منهم بسحب (جوزته) الكهربائية والبحث عن مولدة أخرى لغرض الاشتراك معهم ، عندها يضعون المواطن في حيرة من أمره وهو ينظر الى أسرته تعاني حرارة الجو والظلام في الليل ، ليكون سبيله الرضوخ والصبر على تلك المعاملة الجافة التي يواجهونها ، فمنهم من يقوم بتزويد الناس بالكهرباء الا بعد مرور (10) أو (15) دقيقة منإنقطاع الكهرباء الوطنية التي غالباً ما تكون ضيفة عزيزة على قلوبهم ، والمصيبة التي يجب على المواطن تحملها وهي عند عودة الوطنية ثم إنقطاعها بعد دقائق معدودة مرة أخرى ، يقومون بعدم تشغيل المولدات وإنتظار عودة الكهرباء من جديد في ظاهرة مضحكة يريدون من خلالها توفير بعضاً من مادة ( الكاز ) في حالة عدم تشغيلهم ، وهناك عدة حجج وأعذار يقطعون بها أصحاب المولدات عن المشتركين حقهم ، وفي مقدمتها عدم تمكنهم من حصولهم على ( الكاز ) وعند حصولهم عليه ، تبدأ رواية ملء المولدة التي تستمر لساعات طويلة من هذه العملية الصعبة والمستحيلة التي تحتاج الى تكنولوجيا متطورة لانجازها كي تتم عملية الانتهاء من وضعه في المولدة، وكل هذه الامور التي يقومون بها ، تكون على حساب راحة المواطنين وفي أحيان كثيرة يتذرعون بأنهم سيملأون أحواض الماء وهذه العملية أيضاً تحتاج الى ساعات لانجازها ، والغريب أن هذه الاشياء يتعمدون فعلها بعد وقت الغروب ووقت بدء التشغيل وحاجة المواطنين الماسة الى الكهرباء ، في حين اذا نسى المواطنون دفع الاشتراك الشهري في وقته المعين ولو لساعات من هذا اليوم ، يتفاجأون بقطع الطاقة المزودة لهم من المولدة من دون خجل أو حياء من الناس الذين يرتبطون معهم بصداقات وتحية وسلام طيلة الشهر ولكنهم يتحولون الى وحوش كاسرة لا تعرف غير الحصول على مستحقاتهم الشهرية من دون نقاش ، فصار وجباً على الجهات المعنية متابعة أصحاب المولدات الذين أصبحوا ملوكاً وأسياد الناس عندما أخذت الكهرباء الوطنية تغط في سبات لا آخر له وتحول بعضهم الى أثرياء بعد الفقر والجوع الذي عاشوا فيه وكانوا يشكون حالهم كلما مر أحد الناس بقربهم قبل أن يمتهنوا هذه الاعمال من قبل .

ار اس اس