شبكة اخبار البصرة

بقلم / مهدي الدراجي

بمجرد ان يضع القارئ (المستقبل ) للرسالة الإعلامية ( الوسيلة التي من خلالها تتم عملية الاتصال ) ومعرفة الجهة الممولة (المرسل) والعمل على معرفة وطبيعة الإتصال قد يكون موجه (له هدف معين) ، او تفاعلي (يرتبط بعلاقات التاثر و التاثير) ، او مدفوع (مرتبط بدوافع لتحقيق سياسة قناة ) ؛ واضعا ًمعايير يستند عليها في تحليليل مضمون تلك الرسالة الإعلامية التي تعتمد ثلاث ابعاد هي : ( صياغة الرسالة _ الجمهور المستهدف _ الدعم المالي ) ، يجد وجه اخر تنتهجه القناة الإعلامية مطرز بالحياد والموضوعية ومبطن بالطائفية والتحريض ، لم يخفى للعيان ان القنوات التلفزيونة واخص تحديداً القنوات الامريكية الناطقة بالعربي وقنوات الخليج اصبحت قنوات متحالفة لايقل تحالفها عن التحالف الدولي المتمثل بالتحالف ( العسكري ) ؛ اصبحت تلك القنوات ابواقاً مستأجرة تديرها ماكنة تنفذ الاجندة العليا لتحقيق المصالح الماسونية والوهابية كحدٍ سواء ، بحيث اصبحت تتصيد بالماء العكر محركتاً باوراق اللعبة متى واين يحلو لها مختارتاً الزمان والمكان ، تتمحور سياسة الإعلام الدولي (القنوات اﻻمريكية) و (القنوات الخليجية) بمحور ﻻيخرج عن سياسة المخابرات الأمريكية ، فالقنوات اصبحت مسيرة ﻻمخيرة في تنفيذ أجندة مموليها والكل تخضع لطريق محدد يرسم منهجيتها عقول خلف الكواليس ، من خلال إستضافة أعضاء مخابرات أمريكية بصفة (محلل سياسي) !! ؛وتكون القناة منبراً لسرد سياسة مموليها (المخابرات الامريكية) ؛ منفذا أجندة وسياسة المصالح (الصهيو_غربية) ، ربما ﻻتظهر هذه اﻻمور بسهولة للمتلقي مالم يكن على وعي ودراية في الماكنة التي تحرك القناة ، وكما وضحت ان قراءة مابين السطور وتسليط الضوء من إتجاهات متعددة تكشف الحقيقة والمنهجية والسياسة للسياسة الإعلام الغربي من مختلف الإتجاهات . اﻻمر الهام الذي ﻻبد ان نوضحه وهذا ربما خافيا لمن ﻻيستطيع إكتشاف السياسة الاعلامية ، ان القنوات اﻻمريكية تصيغ الخبر وتبين ان الضحية جلاد .. والجلاد ضحية ؛ فضلاً عن عدم تسليط الأضواء على منابع الإرهاب الحقيقية كتسليط ضوء على الإرهابيين القادمين من أمريكا ودول الغرب والفتاوى الوهابية الخليجية المحرضة على القتل ، وهذا كما وضحته سابقاً تعتمد سياسة ( المخابرات اﻻمريكية) ، وﻻبد ان يعتمد المتلقي (للرسالة الإعلامية) خصوصاً الإعلام (الغربي) او بالأحرى إعلام المخابرات (الصهيو_امريكي) ان يعتمد اسس واضحة تعتمد استقراء مابين السطور ، ويأخذ بنظر اﻻعتبار الجهة الممولة للإعلام الغربي خصوصاً ان كافة القنوات الفضائية الامريكية الناطقة باللغة العربي تمولها (المخابرات اﻻمريكية) ، وهذا يندرج ضمن مفهوم ( الحرب الناعمة) وهذه الحرب تعتمد" الإعلام الموجة" متخذتاً من حرب الافكار والحرب النفسية والكلامية لخدمة سياسة ما ؛ عكس (الحرب الخشنة) التي تعتمد القوة العسكرية حيث يأمل العدو بتحقيق مأربه بوسائل يسلك فيها شتى الطرق والحرب الناعمة مصطلح ابتكره (جوزيف ناي) مساعد وزير الدفاع الأمريكي في عهد الرئيس بل كلينتون معتمداً (الإعلام الموجه) والقنوات الامريكية هي نتائج الحرب الناعمة ، ولو نستقرء سياسة داعش نجدها ارتكزت على الإعلام بشكل عام والحرب الكلامية من خلال بث الشائعات ، وهذه منهجية تعتمدها القنوات اﻻمريكية بين ثنايا رسالتها الإعلامية وتكون ناطق اعلامي بإسم داعش خصوصاً ان الحرب الحالية تعتمد الإعلام في الحرب سواء قبل او اثناء او بعد الحرب العسكرية ، وهذه الحرب تعتمد الإعلام الموجه ، والحرب النفسية تطبخ في غرف المخابرات اﻻمريكية وبتنفيذ إعلام الغرب لمساعدة الذراع الميداني في ارض المعركة (داعش) ﻻنها صنيعتهم ، وهنا ﻻبد ان يكون القارئ ملما بسياسة القناة ومعرفة كيفية صياغة الرسالة لتلك القنوات ، واستقراءها من كافة إتجاهاتها لقطع دابر تطبيق سياستها المزخرفة بالحياد والموضوعية ومضمونها (موجه) من قبل مخابرات غربية ، وان يغوص في اعماق وسيلة إعلامية ويشغل اي مواطن مكانة (حارس بوابة) ؛ وهذه التسمية موجودة في المجال الإعلامي وتكون وضيفتها إبعاد ما يتعارض وسياسة القناة ؛ هذه الصفة ﻻبد ان تشغلها عزيزي المتلقي للرسالة الإعلامية وإبعاد مايتعارض والمصلحة العامة للبلد من خلال إبعاد كل سياسة إعلامية خاطئة قد تكون سياسة مخابرات امريكا التي تدس السم الطائفي أو الحرب النفسية الموجودة في ثنايا رسالتها الإعلامية أو الازدواجية التي تغرسها بين السطور اثناء صياغة الخبر ، وأن تكون محصنا تحصين تام من كافة الأوبئة فالوباء بحاجة للقاح يدرء خطره ولقاح ألإعلام الغربي هو التحصن فكرياً من خلال وضع معايير تستند على اسس رصينة بحيث تكون كاشفة لسياسة إعلام (المخابرات الأمريكية) ، وأن تعرف ان السياسة التي تنتهجها هذه القنوات ﻻتقل خطر عن تنظيم (داعش) ، فهذا التنظيم والإعلام الغربي وسائل لذات الغاية والهدف .

 

ار اس اس