البصرة : حسين الحيدري

الإرادة" احفظوا هذه المسطلح جيداً. لماذا؟ لمعرفة ما يدور في الساحة السياسية العراقية من أحداث ومتغيرات وهل فعلا لدى الشعب العراقي إرادة في التعبير عن آرائهم واختيار ممثليهم، سواء عن طريق الانتخابات أو بوسائل أخرى. وكلنا نعرف ان احترام وتحقيق إرادة الشعب أساسًا للديمقراطية والحكم الشرعي في العديد من النظم السياسية.

فأرادة الشعوب هي مفهوم يشير إلى القوة السياسية والقانونية التي تنبع من إرادة الشعب نفسه. وهذا يعني أن السلطة الحاكمة في الدولة تستمد شرعيتها من إرادة الشعب، وتتعامل وفقًا لمصلحة ورغبات الشعب الذي يمثلها. وفي النظم الديمقراطية تكون إرادة الشعب هي الأساس الذي يستند إليه تشكيل الحكومة واتخاذ القرارات السياسية.

وبما اننا نعيش في العراق العظيم بالتأكيد فأن تحقيق إرادة الشعب ليس أمرًا سهلاً، قد يواجه العديد من التحديات والعوائق بسب تعدد الاحزاب والتكتلات السياسية والتحالفات التي تاتي بعد انتهاء الانتخابات والتي ربما تحدث تغيير كبير في العملية السياسية .

وهذا ما لمسناها فعلاً في الانتخابات المحلية الأخيرة لاختيار اعضاء مجالس المحافظات وفوز قوائم يترأسها عدد من المحافظين السابقين بأصوات نافست كتل سياسية كانت مسيطرة على الحكم طيلة السنوات السابقة وهذا ما اثار حفيظة الاحزاب الاسلامية لخسارتها امام قوائم محلية يقودها المحافظين كالبصرة وكربلاء وواسط .

خصوصاً ما حققته قائمة ( تصميم ) في البصرة والتي يتزعمها محافظ البصرة اسعد العيداني التي حصدت أعلى الاصوات بين القوائم الأخرى وحصل رئيسها العيـداني اعلى الاصوات على مستوى العراق بــــ ( ١٦٨ ) الف صوت بواقــع ( 12 ) مقعد . بينما حصلت قائمة نبني التابعة لـ( الإطار التنسيقي ) على المركز الثاني بينما كان الأكثر أعضاءٍ في مجلس محافظة البصرة في السنوات الماضية خرج بـ ( 5 ) مقاعد . بينما ( ائتلاف دولة القانون ) الذي تسلم منصب المحافظ مرتين ورئاسة المجلس لأكثر من مرتين في البصرة لم يحصل إلا على ( 3 ) مقاعد . اما تيار الحكمة الذي تسلم منصب محافظ البصرة لدورتين وبعدد اعضاء ليس بقليل لم يحصل الا على مقعد واحد فقط في مجلس محافظة البصرة الجديد ؛

هنا يمكننا فعلاً ان نقول ان إرادة الشعب هي الاقوى فقد حقق الشعب البصري النصر الكبير بمواجهة كتل وأحزاب سياسية تربعت على عرش السلطة منذ سقوط النظام عام 2003 ، واوضحت للعالم اجمع ان البصرة مدنية لا تحكمها الاحزاب الإسلامية " لكن هل تبقى إرادة الشعب صامدة امام سياسة الأحزاب وقوتها في تغيير المسارات السياسية كما فعلت مع التيار الصدري . فالبصرة رغم قرار اهلها باختيار العيداني محافظا بولاية ثانية من خلال صناديق الاقتراع الا ان الاطار رفض تجديد الولاية لكل المحافظين بما فيهم العيداني هذا ما يتداول بين الحين والآخر من تصريحات تابعة لأعضائه" وتظهر بعض التصريحات الأخرى الى ان التجديد سيكون للعيداني فقط ، ولم تكن هناك تصريحات رسمية حاسمه لمنصب محافظ البصرة لغاية الآن هل هو العيداني من سيتولى ادارة الحكومة المحلية في البصرة او غيره" ويأتي تأجيل جلسة مجلس محافظة البصرة اليوم السبت لاختيار رئيس مجلس المحافظة ونائبيه الى عدم الاتفاق السياسي بين الاطار وتصميم في اختيار رئاسة المجلس والمحافظ .

اخر الكلام ( هل سيحترم الإطار التنسيقي إرادة الشعب البصري باختيارهم للعيداني وقائمته الفائزة بأعلى الاصوات واعلى المقاعد بتجديد الولاية الثانية ام سيكون للإطار كلام آخر ) .

ار اس اس