بقلم المحامي علاء صابر الموسوي

 

التمثيل اليوم ليس مهمة الفنانين الذين اختاروا مهنة التمثيل واحترفوها. فقط .. هؤلاء عرفوا بأنهم ممثلون يقومون أو يرتدون أدوارا معينة ثم يخلعونها ليرتدوا غيرها. ونحن كمشاهدين نعرف ذلك جيدا.
التمثيل الأخطر هو الذي يقوم به من يظهر بمظهر مغاير ومخالف لما تدل عليه حقيقته وواقعه ليستحوذ على إعجابك وذهولك ويمرر عليك مايريد .. أنه أشبه بالساحر الماهر الذي يمارس لعبة خداع البصر من خلال مايتمتع به من خفة يد ومهارة وفن.
فهو بمجرد أن يكمل ويعاود انخراطه في الحياة اليومية وهمومها ومشاكلها. وتسقط المساحيق والأقنعة. وعاد كل إلى سابق عهده قبل التمثيل. تكشفت السلبيات وبانت العورات وظهرت المخفيات والمخبئات. . بل والمفاجئات .. ويترك المغفلون يتخبطون في أسئلة الصدمة والذهول. ودموع الغصة والندامة والمعقول واللامعقول.
البعض من المخادعين لايمتلك مهارات أو كفاءات فعلية. لكنه صاحب لسان ذلق بتار أحد من الشفرة وانعم من ريش النعام ... يجيد فن التعامل بالكلمة والمتاجرة بها. فيذهب بك كما في المثل الدارج _ إلى النهر ويعيدك ضمانا _بضاعته لسانه وعملته كلماته .. لديه قدرة عجيبة على المناورة والتبرير والمماطلة والإيمان المغلظة أذا دعت الضرورة. وربط اللحى والخطوط يبعضها البعض .. يبيع ويشتري بالكلمات التي يغلفها بالجد وما أبعدها عنه.....
هناك من يتحدث عن بطولات وعنتريات وأمجاد ومآثر ومناقب. بعضها حقيقي وله نصيب من الواقع. وبعضها مضخم ومبالغ فيه وبعضها وهو الأكثر مختلط فيختلط هذا بهذا لياستهوي قلوب الناس ويستمليهم إليه. وربما يكون فعل بعض ذلك في الماضي فعلا. لكنه بقي يقتات عليه فليس له من حاضره إلا التدفؤ على موقد الأيام الخالية والنوم على وسائدهاالوتيرة ليستدر بذلك إعجاب وتعاطف الفقراء للبطولة المجردتين للمناقب والأمجاد.