بقلم

                                                                          ضياء عبد ناصح الموسوي

بعد الاحداث المتتالية و المتسارعة في الحقبة الزمنية ما بعد عام 1991م كانت نظرية التقسيم قائمة في ظل الادارة الامريكية و لا يمكن ان يتصور اي سياسي بارع بان هذه النظرية قد تخلت عنها ادارة الاستكبار العالمي في امريكا لتبقى شبحا مهولا في المنطقة تستخدمه الادارة الامريكية متى ما تطلب الامر في حماية مصالحها سواءا كانت النظرية قائمة ام مجرد حلم يراود امريكا و حليفتها الستراتيجية اسرائيل التي وجدت في قلب المنطقة العربية بتناسق و تناغم تاريخي ناتج للسياسة الانكلواميركية منذ ان كان وعد بلفور بتوطين اليهود في قلب المنطقة العربية حتى احتلال فلسطين.

علي اية حال،ان مشروع التقسيم الذي تصدر استراتيجية الادارة الامريكية ابتداءا من العراق للسيطرة على منابعه النفطية و ثرواته الغنية الاخرى تزامنا مع احتلال افغانستان ثم احتلال العراق ناهيك عن البعد التاريخي و تطوره بين الامريكان و اليهود لتحقيق ما تصبو اليه اسرائيل في حلمها التوسعي بشعارها(ارضك يا اسرائيل من النيل الى الفرات) مع استغلال الادارة الامريكية غضب الجماهير العربية على حكوماتها الديكتاتورية و استعطاف شعوب المنطقة العربية تارة بمسميات و شعارات انسانية و تارة اخرى باسم التحرير لتصل ادارة البيت الاسود الامريكي الى مبتغاها في احتلال المنطقة ثم التوسع الى باقي دول الشرق الاوسط و بدعم مباشر و غير مباشر من دويلة اسرائيل اللقيطة فضلا عن وجود شخصيات سياسية عميلة تستخدمها الادارة الامريكية لخلق روح الفوضى و بث الذعر و غياب الامل في نفوس الشعوب و تغذية عوامل الجهل على كافة انواعه لتوهم الشعوب العربية بان امريكا هي المخلص الاول من تلك الظلمات و ليس هناك خلاص لانقاذ الناس او سبيل الا بالاتكال على امريكا و كان امريكا هي الاله الاوحد و العياذ بالله.

لقد حاول الامريكان لتقسيم العراق الى ثلاثة اقاليم و هي الشمال و الوسط و الجنوب استنادا الى خطي عرض 32° و 36° جغرافيا و لكن لم يفت الشعب العراقي بمختلف اطيافه بان هناك مؤامرة امريكية تحاك لتمزيق و شق صف الشعب العراقي ثم اضعاف قواه و بعدها احتلال ثرواته و السيطرة عليها لتكن في خدمة امريكا و اسرائيل بدلا من ان تكون في خدمة الشعب و تهيأ لها الشعب و تسلح بسلاح الوطنية ليجتمع تحت مظلة الوطن اسمها العراق فخسرت الادارة الامريكية و خاب امل اسرائيل في تحقيق احلامهم الاستعمارية فعمدت الادارة الامريكية الى خلق فوضى و رعب و قتل و تشريد و تهجير من خلال برامجها الخبيثة في ايجاد بدائل لتعويض احتلالها للعراق ابتداءا من بث ثقافة الطائفية المقيتة مرورا بعناصر القاعدة بموازاة الفكر الوهابي التكفيري و انتهاءا بزمر داعش التكفيرية التي اذاقت السنة قبل الشيعة ويلات و مصائب لم يشهد لها التاريخ الاسلامي بل حتى الانساني مثيل و من جديد خسرت الادارة الامريكية رهانها على الشعب العراقي بعدما تكشفت الكثير من المؤمرات التي تحاك ضد العراق ارضا و شعبا بحماية امريكية واضحة وضوح الشمس في وضح النهار.

هنا لا بد من وقفة شعبية شاملة تشترك بها جميع الطوائف و القوميات العراقية لتكون وقفة حاسمة للقضاء على ما تبقى من خلايا او اوكار تعمل لصالح امريكا او اي دولة اخرى لها مطامع في العراق بل و تستحضر لنهضة وطنية عامة لانهاء سجل الوجود الامريكي بعد ضرب كل مخططاته التي يعمل بها العملاء و الخونة في الداخل و الخارج<br>

عاش العراق حرا شامخا و عاش الشعب العراقي صامدا و موحدا.

 

 

 

 

ار اس اس