بقلم الأعلامية

                                                                                                                         نور حسن اللامي

 

كأي وسيلة إعلامية ومعلوماتية. . (الأنترنيت) ليس استثناء ينطبق عليه ما ينطبق على الهاتف الجوال...اختراع أو صناعة أو تقنية حيادية.

المستخدم هو الذي يقوده من أذنه إلى هذا  (المكان ) الصالح أو ذاك المكان الموبوء.

وحيث ترتع يكون نموك...

فالذي يتغذى على  (الطفيليات) ستقتله  (السموم) أو تتهدده الأمراض  والذي يتغذى على الزاد الطيب سينشأ معافى سليمأ. وستكون لديه مناعة في مواجهة الآفات.

(الأنترنيت) أشبه (بسوق ) تطرح فيه البضاعة  (الفاسدة) و (الكاسدة) والبضاعة ذات الفائدة. وعلى مقدار عقل وذوق المشتري  (الزبون) تتوقف مسألة (الأختيار) .

فكل أمرئ وما اختار...

انت  (حر) في أختيارك.

(مسؤول )عن نتائج هذا الأختيار.

وحديث  (الانترتيت) الشبكة العنكبوتية ذو شؤون وشجون واسع بسعة عالمه. لكن مايهمنا هنا  (مقاهي الأنترنيت ) لايعني في ذلك أن المواقع الإباحية أو تلك الرخيصة التي تخاطب الهابط من المشاعر والغرائز وبعض غرف الدردشة. بل وحتى المواقع السياسية والثقافية التي تصدر سمومها بعلب جذابة في المظهر مميتة في الجوهر.

لافرق عندنا بين أن نكون في مقهى على  (الكورنيش ) أو مقهى شعبي على منعطف أحد الشوارع أو مقهى عصري في واجهة شارع راق أو في مقهى على الانترنيت  (المقهى الإلكتروني ).

ليس المهم كم من الزبائن هناك المهم كيف أتصرف حين أكون هناك!

أخلاق الأنسان المسلم ليس قبعة الرأس. أو المعطف الذي يخلعه عند الدخول إلى البيت. فالكلام المهذب مطلوب في كل تلك المقاهي وخارج تلك المقاهي. والبذاءة والأساءة مرفوضة في مقهى منعزل لايرتاده الا ثلة قليلة أو في مقهى حاشد.

النبي صل الله عليه واله وسلم علمنا درسا في التخاطب غاية في الرقي الحضاري  (قل خيرا....أو فأصمت ) .!!

مخطيء من يتصور أن الكلام ليس عليه ضريبة. عليه ضريبة وضريبة فادحة أيضا  (ومايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) تذهب الكلمة التي تطلقها في الأثير تتبدد في الهواء وتبقى تبعتها تلاحقك إلى يوم المصير  (وقفوهم انهم مسؤولون ) .

السيد المسيح عليه السلام يقول :ليس مايدخل الفم ينجس الإنسان. بل مايخرج من الفم هذا ينجس الإنسان. !!

الطهارة المعنوية أهم بكثير من الطهارة المادية.

إن زلة اللسان أخطر من  (زلة القدم ) من هذا يمكن أن أقوم ومن تلك قد لا أقوم أبدا. ولذلك فمن كثر كلامه  (ثرثرته ) ولغوه كثرت أخطاءه هذا إذا كان الكلام عاديا فكيف إذا كانت الكلمات كلمات بذاءة وإساءة. ؟!

حتى لو كنت صاحب حق وتناقش قضية حق وتدافع عن حق فإن ذلك لا يبرر لك كلام السوء والفحشاء والسباب. .حقك يدافع عن نفسه كونه حقا. فلماذا تنتقص منه بالهراء والاهانة؟ !

صادق من قال  (قلب اﻻحمق في فمه وفم العاقل في قلبه) وهل يمكن ان نحدث تبادل مواقع؟ العقلاء فعلو !!

الأنترنيت قد يكون صديقا مخلصا ومااروع  صحبه الأصدقاء المخلصين وقد يكون لصا في ثوب صديق فالويل هنا من مزالقه ومهاويه. ..

 

قد لايجرني الى  (السجن ) بل إلى ماهو أخطر من ذلك. ....

ار اس اس